[شروط قبول العمل]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [كما قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:١١٠]].
قوله تعالى: {عَمَلًا صَالِحًا} [الكهف:١١٠]، هو شرط المتابعة؛ لأن العمل لا يكون صالحاً إلا إذا كان على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فالبدعة ليست صالحة، بل هي عمل فاسد، وقوله: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف:١١٠]، يدل على الإخلاص.
قال: [فلا بد من العمل الصالح وهو الواجب والمستحب، ولا بد أن يكون خالصا لوجه الله تعالى كما قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:١١٢]].
قوله تعالى: {أَسْلَمَ وَجْهَهُ} [البقرة:١١٢]، يدل على الإخلاص، والإخلاص: هو إسلام الوجه، وإسلام الوجه يعني: الاستسلام لله والانقياد له.
وقوله: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} [البقرة:١١٢]، الإحسان مثل قوله: ((صالحاً)) في الآية الأخرى، فلا يكون الإنسان محسناً في عمل من الأعمال إلا إذا جاء على طريقة من شرع هذا العمل، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)].
هذا يدل على أهمية لزوم المتابعة.
قال: [وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)].
هذا الحديث يعتبر أصلاً في باب النية، والنية نوعان: نية ينوي صاحب النية بها العمل لله عز وجل، وهذا هو المتعلق بكلامنا هنا.
ونية تميز العبادات بعضها عن بعض، أو تميز العبادات عن العادات.
قال: [وهذا الأصل هو أصل الدين، وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدين].
هو أصل الدين؛ لأن الإخلاص مأخوذ من شهادة أن لا إله إلا الله، والمتابعة مأخوذة من شهادة أن محمداً رسول الله.
قال: [وبه أرسل الله الرسل، وأنزل الكتب، وإليه دعا الرسول، وعليه جاهد، وبه أمر، وفيه رغب، وهو قطب الدين الذي تدور عليه رحاه.
والشرك غالب على النفوس وهو كما جاء في الحديث: (وهو في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل)].
قضايا الشرك حساسة وخطيرة، ولهذا فإن الإنسان قد يكون مسلماً في الظاهر، لكنه غير مسلم عند الله عز وجل، ومن هنا تكون الخطورة، وقد يكون مسلماً، لكن لوجود بعض الشركيات عنده ينقص عنه إسلامه كثيراً، ولعل من العجب أن بعض كتّاب الصحافة ممن أغراه الحقد على أهل الإيمان ينتقد وجود جهود دعوية في بلاد المسلمين ويقول: هل نحن في بلاد هندوس حتى نحتاج إلى دعوة إسلامية في بلاد المسلمين؟ أم هل نحن يهود أو نصارى؟ وكأن الدعوة لا توجه إلا للهندوس واليهود والنصارى، مع أن الدعوة توجه لكل أحد، حتى للصالح التقي؛ وذلك لإصلاح نفسه وإتمامها.