الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
أما بعد: فقد سبق أن تحدثنا عن كتاب (الرد على الزنادقة والجهمية) للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
وسوف نتحدث هنا -بإذن الله تعالى- عن التعريف بكتاب:(توحيد وإثبات صفات الرب عز وجل) لـ أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الشافعي الذي يلقب بإمام الأئمة، والإمام أبو بكر بن خزيمة رحمه الله من علماء القرن الثالث، وولادته كانت في فترة مبكرة، ولهذا تلقى على أقران الإمام أحمد رحمه الله تعالى، من أمثال: إسحاق بن راهوية والإمام البخاري رحمه الله ومسلم وغيرهم من علماء أهل السنة المشهورين في تلك الفترة، وقد ولد في سنة مائتين وثلاث وعشرين، وتوفي في سنة ثلاثمائة وإحدى عشرة.