قال المؤلف رحمه الله: [وكمال العبد ألا يريد ولا يحب ولا يرضى إلا ما أراده الله ورضيه وأحبه، وهو ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب، ولا يحب إلا ما يحبه الله كالملائكة والأنبياء والصالحين، وهذا معنى قولهم في قوله:{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}[الشعراء:٨٩]، قالوا: هو السليم مما سوى الله، أو مما سوى عبادة الله، أو مما سوى إرادة الله، أو مما سوى محبة الله، فالمعنى واحد، وهذا المعنى إن سمي فناء أو لم يسم هو أول الإسلام وآخره، وباطن الدين وظاهره].
وهذا أمر واضح، يعني: إذا كان الإنسان لا يريد إلا ما أراد الله عز وجل، ولا تتعلق نفسه إلا بما يريد الله خوفاً ورجاء ومحبة وإنابة فإنه يكون قد حقق التوحيد، وهذا هو حقيقة التوحيد، فسواء سمي فناء أو لم يسم فناء، فهذا هو التوحيد الخالص.