وأفضل ذلك كله هو الجهاد باليد؛ لأن الجهاد باليد هو ذروة سنام الإسلام؛ لأن فيه تضحية بالروح والنفس، والأحاديث الكثيرة الواردة في فضل الجهاد وفي فضل الشهداء هي واردة في هذا المعنى؛ لأن التضحية بالنفس في سبيل الله من أعظم الأعمال الصالحة، ومن أعظم الكرم والجود، فإن الجود بالنفس أغلى غايات الجود كما هو معلوم، لكن يكون بالجهاد الصحيح؛ لأن كثيراً من الناس اليوم أو بعض الناس دخله شيء من الغلو في موضوع الجهاد، فأصبح يقاتل المسلمين ويعتبر ذلك من الجهاد، ولا شك أن هذا القتال ليس من الجهاد في شيء، فقتال المسلمين هو قتال فتنة لا قتال جهاد.
ولا يصح أبداً إطلاق اسم غزوة أو معركة أو سرية أو نحو ذلك من الأسماء الشريفة في السير النبوية والتاريخ الإسلامي على قتال بين المسلمين.
وقد أجمع العلماء: على أن القتال الذي حصل في زمن الصحابة -مع أن طائفة منه على الحق وأخرى مخطئة- أنه لا يسمى جهاداً، وإنما الجهاد يكون في قتال أعداء الله من الكافرين، فجهاد الكافر الصريح عندما يعتدي على المسلم هذا هو الجهاد الصحيح، أما إذا كان الكافر لم يعتد على المسلم فإن فريضته هي الدعوة إلى الله، فليس في قتل الكافر في حد ذاته منقبة، فقتل الكافر في ذاته ليس مقصوداً للمسلمين ولأحكام الإسلام، وإنما إسلام الكافر هو المقصود، فإذا لم يمت ولم يسلم وقاتل المسلمين فإنه يقاتل، هذا هو الواجب الشرعي في هذا الأمر.
والحقيقة: أن هذه القضية ينبغي أن تفقه من كلام أهل العلم، والرجوع إلى أهل العلم المعتبرين في هذا الأمر، والبعد عن تلقف آراء الغلاة الذين لديهم شيء من الغلو في هذه المسائل، وأنصح كثيراً من الشباب بعدم أخذ هذه الآراء من منتديات الإنترنت، فإن فيها الغثاء والتخليط الكثير، فينبغي للإنسان ألا يتخذها مصدراً من المصادر، فإن فيها أناساً كثيرين يكتبون، وأحياناً قد تكون وراءهم جهات منحرفة يتقمصون شخصيات إسلامية فيتكلمون بالأسماء الشريفة، ويتكلمون بطريقة غير صحيحة، فلا يصح أن تكون منتديات الإنترنت مصدراً لك، بل يكون مصدرك الصحيح هو الأدلة الشرعية من القرآن والسنة وكلام أهل العلم المعتبرين وكتبهم.