ليس هناك فرقة تستطيع أن تقول هي آخر فرقة ظهرت، فالآن يمكن أن يأتيك إنسان فيه خليط من الآراء، فرأي من فرقة، ورأي آخر من فرقة، ورأي ثالث من فرقة، خاصة بعض العصريين المشتغلين بالفقهيات وبعض المنشغلين بالعلم والدعوة الذين رأوا أنهم لا يستطيعون أن يواجهوا هؤلاء الملاحدة والمشركين، سواء أكانت المواجهة عملية أم علمية، فأراد بعضهم أن يقطع نصف المرحلة في حين يقطع الطرف الآخر نصف المرحلة، فيلتقون في الطريق، ومع الانهزام أمام الحضارة الغربية تولدت أفكار وآراء غريبة جداً، إلى درجة أن بعض من ينتسب إلى العلم يقول في الرجل الذي يضع ماله النقدي في بنك من البنوك ثم يعطى عليه فائدة، يقول: إن هذا ليس ربا، وأن هذا جائز، وقد أفتى بعض الناس بأن الفوائد البنكية ليست من الربا! وهذا من الضلال.
وآخر يفتي في ممثلة أو راقصة تعرض نفسها على ألوف من البشر في صورة مزرية وسيئة كاشفة لوجهها وشعرها وصدرها تبادل الرجال ألوان الحب والغرام، ومع هذا يقول إن هذه الراقصة على خير، وهذا لا شك في أنه خطأ، والسبب في هذا هو الأفكار العصرية المكونة من هذا الخليط، وأحسن المناهج -بغير شك- هو منهج السلف الصالح الذي هو طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم.