ثم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مراتب شهود الحقيقة الكونية في الضلال، فيمكن أن نقرأ هذه المراتب مع حكم هذه المراتب، يعني: الذين شهدوا الحقيقة الكونية واستغرقوا فيها وانشغلوا بها بطريقة مخصوصة، وهي طريقة التصوف، وأشغلتهم عن الحقائق الشرعية، وهي توحيد الألوهية، ومعرفة معنى لا إله إلا الله، بل حرفوا معنى لا إله إلا الله، وجعلوها لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله، مع أن الحقيقة أن معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى؛ هؤلاء الذين اشتغلوا بشهود الربوبية وبشهود الحقيقة الكونية على مراتب في الضلال، سيأتي ذكر هؤلاء والتعليق عليه.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وهؤلاء الذين يشهدون الحقيقة الكونية -وهي ربوبيته لكل شيء- ويجعلون ذلك مانعاً من اتباع أمره الديني الشرعي على مراتب في الضلال].