قال: [وأما المؤمنون بالله ورسوله عوامهم وخواصهم الذين هم أهل القرآن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله أهلين من الناس.
قيل: من هم يا رسول الله؟! قال: أهل القرآن أهل الله وخاصته)، فهؤلاء يعلمون أن الله رب كل شيء، ومليكه، وخالقه، وأن الخالق سبحانه مباين للمخلوق ليس هو حالاً فيه ولا متحداً به، ولا وجوده وجوده، والنصارى إنما كفرهم الله إذ قالوا بالحلول واتحاد الرب بالمسيح خاصة، فكيف من جعل ذلك عاماً في كل مخلوق؟! {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}[المائدة:٧٣]].
هؤلاء لا يفرقون بين الطاعة والمعصية، ولا يفرقون بين الكفر والإيمان، ولا يفرقون بين أي عقيدة وأي عقيدة أخرى.
[ويعلمون مع ذلك أن الله أمر بطاعته وطاعة رسوله، ونهى عن معصيته ومعصية رسوله، وأنه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر، وأن على الخلق أن يعبدوه فيطيعوا أمره ويستعينوا به على كل ذلك كما قال في فاتحة الكتاب:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥]، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة:٥]، معناها: نعبدك وحدك لا شريك لك، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:٥] معناها: نستعين بك وحدك لا شريك لك.
ومن عبادته وطاعته: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الإمكان، والجهاد في سبيله لأهل الكفر والنفاق، فيجتهدون في إقامة دينه مستعينين به، مزيلين بذلك ما قدر من السيئات].