[ضرورة معرفة منهج التلقي لدى الطوائف والجماعات المنحرفة]
ولهذا كان من القضايا المهمة التي ينبغي على طالب العلم أن يتفقدها دائماً عند النظر في أي طائفة، أو أي أمة من الناس، أو أي مجموعة من المجموعات أن ينظر إلى مصدر التلقي عندهم، فمثل هؤلاء الصوفية مصدر التلقي عندهم الكشوفات التي يصلون إليها، وأهل الكلام مصدر التلقي عندهم العقليات، والعلمانيون اليوم مصدر التلقي عندهم هو الغرب وما يحدثه من تشريعات، وهكذا تجد أن كثيراً من الطوائف لها مصادر تتلقى منها غير الوحي وغير النصوص الشرعية، وحينئذٍ تستطيع أن تعرف ما سيفرزه هذا التلقي من بدع وأهواء أخرى غير هذه البدعة الأساسية التي هي بدعة الانحراف في التلقي.
ثم يقول في المقارنة:[ثم الكتاب والسنة إما أن يحرفوا القول فيهما عن مواضعه وهو ما يسمى بالتأويل، وإما أن يعرضوا عنه بالكلية فلا يتدبرونه ولا يعقلونه].
وهذا ما نص عليه الرازي في كتابه:(أساس التقديس)، فإنه لما افترض وجود التعارض بين العقل والنقل قال: يقدم العقل، والنقل إما أن يؤول.
كما ذكره الشيخ: إما أن يحرف القول فيه عن مواضعه كما يقول الرازي، أو يترك ويفوض أمره إلى الله عز وجل، ويرون أن أهم شيء هو أن نعتقد مقتضى العقل، ولا شك أن هذا من الضلال، والعياذ بالله.