سبق أن قلنا: إن العبودية الاضطرارية هي التي يُتعب الصوفية أنفسهم في الوصول إليها, فهم يعتبرونها الغاية التي يصل إليها العابد, ولهذا يردد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله دائماً في كتبه في السلوك -مثل كتاب الاستقامة, ومثل كتاب التحفة العراقية- يردد ذكر هذه العبودية عنهم.
وقد يستطرد أحياناً في بعض كتبه الأخرى فيذكر أن الصوفية يفنون أعمارهم في شهود الحقيقة الكونية.
وهذا ما ذكره هنا, فإنه قال: وكثير ممن يتكلم في الحقيقة ويشهدها يشهد هذه الحقيقة -وهي الحقيقة الكونية- التي يشترك فيها وفي شهودها ومعرفتها المؤمن والكافر والبر والفاجر, وإبليس معترف بهذه الحقيقة, وأهل النار.
قال إبليس:{رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[الحجر:٣٦] إلى آخر ما ذكره رحمه الله في هذا الموضوع.