[أصل ضلال غلاة الصوفية الذين يشهدون الحقيقة الكونية دون الشرعية ويعطلون الأوامر والنواهي]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد: فقد انتهينا في الدرس الماضي من الكلام حول الذين يشهدون الحقيقة الكونية من أهل التصوف، وبيّنا ما في عقائدهم من الضلال والانحراف، واليوم نكمل إن شاء الله بقية هذا الموضوع بإذن الله تعالى.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[وأصل ضلال من ضل إنما هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله، وتقديم اتباع الهوى على اتباع أمر الله؛ فإن الذوق والوجد، ونحو ذلك هو بحسب ما يحبه العبد، فكل محب له ذوق ووجد بحسب محبته].
كل الضلالات والبدع والانحرافات أساسها: تقديم أصل من أصول الضلال على اتباع الكتاب والسنة، وأساس الحق: هو اتباع الكتاب والسنة، فأهل الكلام ضلوا عندما قدّموا العقل على النصوص الشرعية، والصوفية ضلوا عندما قدّموا الذوق والوجد والكشف على النصوص الشرعية.
والشيعة ضلوا عندما قدموا الإمام وقول الإمام على النصوص الشرعية، والمتعصبون من أهل المذاهب الذين يتبعون كلام الأئمة، حتى ولو خالفوا النصوص ضلوا أيضاً بسبب تقديمهم لقول الإمام على الكتاب والسنة، والهداية إنما تكون باتباع الكتاب والسنة، واتباع النص الشرعي من كلام الله سبحانه وتعالى، أو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، والآيات والأحاديث الواردة في باب طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
واتباع ما جاء في القرآن واتباع ما جاء في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جداً، حتى إن بعض أهل العلم أوصلها إلى التسعين آية في هذا الباب.