قال المؤلف رحمه الله تعالى: [بخلاف أصل الحب، فإنه صلى الله عليه وسلم قد قال في الحديث الصحيح في الحسن وأسامة:(اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما).
(وسأله عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ فقال: عائشة، قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها)].
يعني: أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فقبح الله الرافضة الذين يبغضون من يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أبا بكر وهو من أفضل أصحابه، وهؤلاء يبغضون أبا بكر ويلعنونه ويطعنون فيه، فقبحهم الله ما أشد عصيانهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم! قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال لـ علي رضي الله عنه: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) وأمثال ذلك كثير].
أبو بكر وعلي بن أبي طالب وبقية أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبهم النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت تتفاوت درجات المحبة، فأعلى أصحابه محبة عنده هو أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وهذه هي مراتب الأفضلية بالنسبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا يقول الله عز وجل:{لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا}[الحديد:١٠]، فجعل الفتح الذي هو غزوة الحديبية مميزاً بين من أسلم قبلها ومن أسلم بعدها، ولهذا فالذين أسلموا من قبل هم الأفضل وهم الأكمل، لكن هذا لا يعني أن الذين جاءوا من بعد ليس لهم فضل، ولهذا قال الله عز وجل فيهم:{وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}[النساء:٩٥]، فهم من أهل الفضل والمكانة، ولهذا يوجد من الكتاب الجهلة والصحفيين الذين لا يعرفون من العلم إلا اسمه من يتجرأ على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وبالذات على من يسمون بالطلقاء، والمقصود بالطلقاء: الصحابة الذين أسلموا عام الفتح، عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة، فيبغضون بعضهم، وقد يذمونهم وينتقدونهم، أو ينتقصون عمراً بن العاص أو معاوية أو نحو ذلك، فكل هؤلاء من الضالين المنحرفين -والعياذ بالله- فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم من أهل المحمدة، ومن أهل الفضل، ومن أهل المكانة العالية، أما من يتكلم عليهم فلا شك أنه: كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهن قرنه الوعل