للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابن عربي الصوفي وكتابه الهو]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد صنف صاحب (الفصوص) كتاباً سماه: كتاب (الهو)].

المقصود بصاحب الفصوص: هو ابن عربي الطائي، وهو من زعماء الإلحاد, وكتابه اسمه (فصوص الحكم) ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رد عليه مفصل في المجلد الثاني من الفتاوى اسمه (الرد الأقوم على فصوص الحكم).

ومن أبرز الكتب التي تبين إلحاد ابن عربي هو هذا الكتاب (فصوص الحكم).

وهو ليس بالسهل فهو رجل فيلسوف كبير، وعالم كبير من حيث المعلومات والذكاء والقدرة على صياغة العبارة والشعر العميق, لكن ذلك كله وظفه في الإلحاد والعياذ بالله, وجاء بفلسفة يكفي أن يتصورها الإنسان ليعلم بطلانها.

فهو يقول: هذا العالم الكبير ليس له إله خارج عنه, بحيث يكون هناك خالق ويكون هذا الكون مخلوقاً, وإنما يعتقد أن هذا الكون هو الإله، وأن الجزئيات الموجودة في الكون أجزاء من الإله, فنحن من الإله والكفار من الإله, والسماء من الإله، والأرض من الإله, والبحار من الإله, وكل شيء يعتبر عنده من الإله.

بل إنه صرح كما نقلنا ذلك شعراً عنه أنه يقول: كل كلامي في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه.

فيدخل في هذا نباح الكلاب، ونهيق الحمير، وكلام الملحدين، ونحو ذلك من الأمور السيئة.

وهو نفسه القائل: العبد رب والرب عبد يا ليت شعري من المكلف؟! إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أنى يكلف؟ يعني: كيف يكلف؟! وله كتاب اسمه: (الهو) كما أشار إليه شيخ الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>