الشخص الذي لا يتأثر بما حوله، كموت أحد أقاربه، هل هذا من قسوة القلب أم قوة الشخصية؟
الجواب
إذا لم يتأثر بالمرة فلا شك أن هذا قسوة، وقوة الشخصية لا تعني عدم التأثر، بل قد يتأثر صاحبها، وقد يبكي، والأقوياء يبكون، وقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم، وقال:(إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإن على فراقك يا إبراهيم! لمحزونون)، فالإنسان قد يبكي ويتأثر ويحزن، وقوة الشخصية هو ألا يصل إلى درجة أنه إذا أخبر بموت والده مثلاً أن يموت أو يغشى عليه، أو تصيبه جلطة مثلاً، فلا شك أن هذا ضعف، ولكن هذا لا يعني أنه لا يتأثر أو لا يبكي أو لا يحزن، فهذا كله أمر طبيعي، وهو من فطرة الإنسان، فقوة الشخصية غير القسوة، فالقسوة هي: أن يتعامل الإنسان مع القضايا التي تثير الإنسان العادي بأسلوب جامد ولا يتفاعل معها، يعني: قد يسمع آيات مؤثرة ولا تبكيه، وقد يحصل له حادث مثلاً ولا يتأثر منه، وقد يموت له قريب وزميل فلا يتأثر، فهذه قسوة وليست قوة، ولكن القوة هي: أن يتمالك الإنسان نفسه، فلا يقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى وقديماً كانت النساء إذا مات ميت لهن حثين على رءوسهن التراب، ومزقن ملابسهن، وصحن وأكثرن الصياح، وعلا صوتهن بالصياح بطريقة غير صحيحة، وهذه هي النياحة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الإنسان بضبط نفسه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.