قال المؤلف رحمه الله:[فأما الأول: فهو الفناء عن إرادة ما سوى الله، بحيث لا يحب إلا الله، ولا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه].
وهذا الفناء مطلوب، فالفناء عن إرادة ما سوى الله يعني: أن يترك إرادة ما سوى الله، فلا يحب إلا الله، ولا يتعبد إلا له، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يتعلق إلا به، ولا يريد إلا الله سبحانه وتعالى، فهذا هو حقيقة التوحيد.
قال المؤلف رحمه الله:[فهو الفناء عن إرادة ما سوى الله، بحيث لا يحب إلا الله، ولا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يطلب غيره.
وهو المعنى الذي يجب أن يقصد بقول الشيخ أبي يزيد حيث قال: أريد ألا أريد إلا ما يريد، أي: المراد المحبوب المرضي، وهو المراد بالإرادة الدينية].
وهنا قضية مهمة وهي: أن أصحاب التصوف المتأخرين الذين وصل بهم التصوف إلى درجة الزندقة -والعياذ بالله- يعتمدون على بعض العبارات المنقولة عن بعض الزهاد والعباد الأوائل، ثم يؤولونها ويحرفون معناها إلى معنى يهوونه، مثل أبي يزيد البسطامي، وقد يوجد عند بعض المتأخرين كذب على هؤلاء الأئمة، فقد ينسبون للجنيد أو لـ أبي يزيد أقوالاً لم يقولوها ولم تثبت عنهم، علماً أنه قد يوجد في بعض عبارات هؤلاء الفضلاء من العباد ما يكون فيه مخالفة للسنة فيرد، ولكن المتأخرين يوظفون هذه النصوص بطريقة غير سليمة وغير صحيحة، مثاله: قول أبي يزيد: أريد ألا أريد إلا ما يريد.
يعني: هو يتمنى ألا تتعلق إرادته إلا بما يريد الله عز وجل، فكأنه يقول: أريد أن أصل إلى ألا أريد إلا ما يريده الله سبحانه وتعالى.