للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تسرك من تميم خصلةٌ ... فلما يسوءك من تميم أكثرُ

وقد كنت أحسبهم أسود خفية ... فإذا لصاف تبيض فيها الحمر

أكلت أسيد والهجيم ودارم ... أير الحمار وخصيته العنبر

ذهبت فشيشة بالأباعر حولنا ... سرقا فصب على فشيشة أبجر

والقنان، بفتح القاف، جبل لبني أسد، وهو الواقع في قول زهير:

جعلن القنان عن يمين وحزنه ... ومن بالقنان من محل ومحرم

ولصاف، بكسر اللام وبفتحها، معربا ومبنياً على الكسر، جبل لتميم، وهو الواقع في قول النابغة:

بمصطبحات من لصاف وثبرة ... يزرن إلالاً يسرهن التدافع

ونحوه ما حكى الجاحظ قال: دخل رجل من محارب على عبد الله بن يزيد الهلالي، وهو عامل على أرمينية، وقد بات بقرب غدير فيه ضفادع. فقال عبد الله: ما تركتنا أشياخ محارب ننام في هذه الليلة لشدة أصواتها. فقال المحاربي: اصلح الله الأمير! إنّها أضلت برقع لها، فهي بغائه. أراد الهلالي قول الأخطل:

تنق بلا شيء شيوخ محاربٍ ... وما خلتها كانت تريش ولا تبري

ضفادع في الظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر

وأراد المحاربي قول الشاعر:

لكل هلالي من اللؤم برقع ... ولأبن هلال برقع وقميص

ومما شبه هذا في الذكاء والفطنة ما حكي عن بعض الناس إنّه قال: قعدت على جسر بغداد، فمرت امرأة بارعة الجمال، فائقة الكمال، من الرصافة إلى الجانب الغربي. فاستقبلها شاب ذهب نحو الرصافة، فقال الشاب: رحم الله علي بن الجهم. فقالت المرأة: رحم الله أبا العلاء المعري: ولم يقف واحد منهما، بل مر كلٌ لحاجته،

<<  <  ج: ص:  >  >>