تقدم في باب الهمزة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وسيأتي في الأمثال الحديثة.
[أحمى من مجير الجراد.]
الحماية: المنع. وتقول: حميت الشيء أحميه حماية إذا حفظته ومنعته.
قال جرير:
حميت حمى تهامة بعد نجدٍ ... وما شيء حميت بمستباح
وتقول: أجرت الرجال أخيره إذا منعته من أن يظلم، فهو جار. وقال الشاعر:
وكنت إذا جاري دعا لمضيفةٍ ... أشمر حتى ينصف الساق مئزري
وجار الرجل واستجار: طلب أنَّ يجار؛ والجراد معروف، واحده جرادة للذكر والأنثى، ومجير الجراد هو مدلج بن سويد الطائي. وذكروا إنّه بينما هو ذات يوم في ظل خيمة إذ رأى قوما من طيء قد أقبلوا ومعهم الأوعية، فقال: ما شأنكم فقالوا: جراد بات بفنائك، فجئنا نأخذه. فلما سمع ذلك، قام إلى فرسه فركبه وتسلح وقال لهم: أيكون الجراد بفنائي وتريدون أخذه؟ والله لا يعرض له أحد منكم إلاّ قتلته! فلم يزل يحرسه حتى طلعت عليه الشمس وطار، فقال: شأنكم الآن به، فقد تحول الآن عن جواري! فضرب به المثل.
[حن حنين الثكلى]
تقدم معنى الحنين: التي فقدت ولدها وتقدم أيضاً. وحنين الثكلى شديد، كما تقدم في قولهم: أحر من دمع المقلات. وقالت أسماء المرية:
فإن بأكناف الرغام غريبه ... مولهة ثكلى طويلا نئيمها
وقال الخنساء في الثكلى من الإبل وحنينها:
فما عجول على من تحن له ... لها حنينان: إعلان وإسرار