للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبعدي عني ظلك، أحمل حملي وحملك!]

هذا من الأمثال الموضوعات على ألسنة العجماوات. زعموا أنَّ النخلة قالت ذلك لجارتها بمعنى أنها إذا تباعدتا حملت كل واحدة منها مثل ما تحملان معا. والحمل إذا أطلق على ما يحمل من الأمتعة على ظهر أو رأس فهو بكسر الحاء؛ وإذا أطلق على ما في بطن الأنثى فهو بالفتح؛ وإذا أطلق على ثمر الشجر فهو بالوجهين لمّا له من الشبه بالأمرين. هكذا قال بعض اللغويين وقال: ما بطن من الثمار فبالفتح وما ظهر فبالكسر. وقيل إنَّ الثمر كله بالفتح كما في البطن. وقيل إنَّ الثمر بالكسر ما لم يكثر ويعظم فإذا كثر فبالفتح. وجمع الحمل حمال ومنه: هذا الحمال لا حمال خيبر.

بعض الشر أهون من بعضٍ.

هذا مثل مشهور وظاهر المعنى. ويوافق من أمثال العامة قولهم: نصف الخسارة ولا الخسارة كلها. وقال طرفة بن العبد لمّا حبس:

أبا منذرٍ كانت غروراً صحيفتي ... ولم أعطيك في الطوع مالى ولا عرضي

أبا منذرٍ أفنيت فأستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعضِ

وقال أبو خراش الهذلي:

حمدت إلا هي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعضِ

وبعده:

فوا لله ما أنسى قتيلا رزئته ... بجانب قوسيما مشيت على الأرض

على أنها تعفو الكلوم وإتما ... نوكل بالأذى وإن جل ما يمضي

ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... على أنه قد سل عن ماجدٍ محضِ

ولم يك مثلوج الفؤاد مبهجا ... أضاع الشباب في الريبة والخفضِ

ولكنه قد لوحته مخامص ... على أنه ذو مرة صادق النهضِ

كأنهم يشبثون بطائر ... خفيف المشاش عظمه غير ذي نحض

يبادر قرب الليل فهو مهابذ ... يحث الجناح بالتبسط والقبضِ

<<  <  ج: ص:  >  >>