للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الجواد أبا هشام ... نقي الجيب مأمون المغيب

بطي عنك ما استغنيت عنه ... وطلاع عليك مع الخطوب

وقول الآخر:

إذا أعطشتك اكف اللئام ... كفتك القناعة شبعا وريا

فكن رجلا رجله في الثرى ... وهامة همته في الثريا

فإنَّ إراقة ماء الحيا ... ة دون إراقة ما المحيا!

وتقدم ما في ذكر القناعة من الشعر وسيأتي أيضاً كثيرا، إن شاء الله تعالى! ووصية أوس المذكورة مشتملة على أمثال عدة، وقد نبهنا على غريبها، والباقي واضح

خير ما رد في أهلٍ ومالٍ

هذا يستعمل في الدعاء بالخير للقادم من سفر. والمعنى: جعل الله ما جئت به خير ما رجع به الغائب! وقيل: المعنى أنَّ مجيئك بنفسك خير مارد في أهلك ومالك.

[خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة.]

المال معروف؛ والسكة بالكسر: الحديد التي تضرب عليها الدراهم، والتي يحرث بها. وتطلق أيضاً على السطر من الأشجار؛ والمأبورة: المصلحة، يقال: أبر نخلة، يأبره، أبارا وغبارة ككتب كتبا وكتابا وكتابة؛ وأبرة تأبير: ألقحه وأصلحه؛ وأئتبر الرجل: طلب غيره أنَّ يأبره له. فقال طرفة:

ولي الأصل الذي في مثله ... يصلح الآبر زرع المؤتبر

وتأبرت النخل: قبلت الإبار. قال الراجز:

تأبري يا خير فسيل ... إذ ضن أهل النخل بالفحول!

والمهرة معروف، والمأمورة: كثيرة النسل والنتاج. تقول: آمرته بالمد: كثرته. فكان القيلس أنَّ يقال مؤمرة، كما تقول أعمرتها فهي معمرة؛ ولكنه قيل مأمورة إتباعا لمأبورة، كما قيل لا دريت ولا تليت أي تلوت وأرجعن مازورات، غير ما جورات أي مزورات. على إنّه قد يقال أمرته كنصرته

<<  <  ج: ص:  >  >>