والجمع أيضاً شجون. والشجنة أيضاً مثلثة الشين والعروق المشتبكة. يقال: بيني وبين فلان شجنة رحم أي قرابة مشتبكة.
وفي الحديث: الرحم شجنة من الله أي مشتبكة اشتباك العروق.
ومعنى المثل إنَّ الحديث ذو فنون وأغراض وطرق يدخل بعضها في بعض ويتشعب بعضها من بعض كالطرق المشتبكة المتقاطعة أو الأغصان والعروق. يضرب في الحديث سيذكر به حديث غيره. ومن ثم يضربه القصاص والأئمة عند استطراد المسائل والخروج من غرض إلى آخر. وقال الفرزدق:
وإن كنت قد سألت دوني فلا تقم ... بأرض بها بنت الهوى تكون
فلا تأمنن الحرب إذا استعارها ... كضبة إذ قال: الحديث شجون
والاستعارة بالسين والعين المهملتين من استعار النار. وروي اشتغار بالشين والغين المعجمتين أي هيجانها وثورانها وانتشارها ومن قولك: شغر برجله. يقول: إنَّ الحرب سببها الكلام كما قال الآخر:
فإنَّ النار بالزندين تورى ... وإنَّ الحرب أولها كلام
ويقال الحرب أولها نجوى وأوسطها شكوى وآخرها بلوى.
وقلت مضمنا لهذا المثل في غرض:
تمنى بأوباش فتوح مدائن ... وذاك لعمري ضلة وجنون
فأضحى كعمر إذ ترجى مراده ... بجيش مراد والحديث شجون
وتقدم خبر عمرو بن أمامة مع مراد في الباب الأول.
[حدث عن البحر ولا حرج!]
البحر معروف والحرج بفتحتين الضيق والاثم. وهذا يروى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنّه قال: حدثوا عن البحر ولا حرج أي حديث لا حرج عليكم في التحديث عنه فتكون الجملة حالية. وقد جعل هذا مثلا في الشيء الكثير الذي لا ينحصر أو لا يكاد بمعنى إنَّ المحدث عنه لا يضيق عليه المجال ولا يعزوه مقال.