للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سال قضيبٌ حديداً.

قضيب اسم واد باليمن وقد تقدم هذا وقصته هذا وقصته في حرف الهمزة.

ومما يلحق بهذا الباب قولهم في الدعاء:

[سلط الله عليه الورى وحمى خيبرا!]

والورى بالتحريك اسم من قولك: ورى القيح جوفه يريه إذا أكله؛ وقولهم:

[سله من كذا سل الشعرة من العجين.]

يحكى أنه لمّا هم حسان بن ثابت رضي الله عنه أن يهجو أهل مكة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: كيف وأنا منهم؟ أو كما قال صلى الله عليه وسلم فقال حسان: لأسلنك سل الشعرة من العجين! وأتي بعض الملوك في الصدر الأول برجل وضاع يضع الحديث كذبا فقال اضربوا عنقه! فذهبوا به ليقتلوه. فلما خرجوا قال لهم: أنظروني حتى أجرد كلامي وأسقطه من دواوين الحديث لئلا يلبس على الناس! فرجعوا إلى الملك وشاوروه فقال لهم: اقتلوه! فإنَّ هنا رجالا يسلون كلامه سل الشعرة من العجين. وقولك مثلا:

أسلط من ذئبٍ متنمرٍ.

وقولهم:

[السؤدد مع السواد.]

أي إنّما يحصل زمان الفتوة وسواد الشعر. ونحوه قول الحماسي:

إذا المرء أعيته السيادة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه عسيرُ

وقولك مثلا:

أسير من المثلِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>