والهوى: العشق في الخير والشر. يقال: هويته بالكسر يهواه هوى، مقصور.
والزوار: الكثير الزيارة. وكان بشر بن مروان شديد على العصاة، وكان إذا ظفر بالعاصي أقامه على كرسي وسمر كفيه بالمسامير على الحائط، ثم نزع الكرسي من تحته، فيبقى معلقا يضطرب حتى يموت. وكان فتى من بني عجل مع المهلب بن صفرة في حروب الازارقة، وكان عاشقا لابنة عم له. فكتب إليه تستزيره فكتب إليها:
لولا مخافة بشر أو عقوبته ... وأنَّ يشد على كفي مسمار
إذا لعطت ثغري ثم زرتكم ... إنَّ المحب إذا ما اشتاق زوار
فكتبت إليه:
ليس المحب الذي يخشى العقاب ولو ... كانت عقوبته في إلفه النار
بل المحب الذي لا شيء ينفعه ... أو يستقر ومن يهوى به الدار
فلما كتبها عطل ثغره وجاءها وهو يقول:
أستغفر الله إذ أخشى الأمير ولم ... اخش الذي أنا منه غير منتصر
فشأن بشر بلحمي فليعذبه ... أو يعف عفو أمير خير مقتدر
فما أبالي إذا أمسيت راضية ... يا هند ما نيل من شعري ومن بشري!
فلم يلبث إنَّ وشي به إلى بشر فأتي به فقال: يا فاسق، عطلت ثغرك، هلم بالكرسي! فقال: عز الله الأمير! إنَّ لي عذراً فقال: وما عذرك؟ فأنشده الأبيات، فرق له وكتب إلى المهلب أنَّ يثبته في أصحابه.
إنَّ الحر حر
أخذناه من قول الشاعر:
عرضت نصيحة مني ليحيى ... فقال غششتني والنصح مر
ومالي أنَّ أكون أعيب يحيى ... ويحيى طاهر الأثواب بر
ولكن قد أتانا أنَّ يحيى ... يقال عليه في نقعاء شر
فقلت له: تجنب كل شيء ... يعاب عليك إنَّ الحر حر
والشاعر هو مخيس بن أرطأة الأعرج يخاطب رجلا من بني حنيفة يسمى يحيى كان