عليه شريب وادع لين العصا ... يساجلها جماته وتساجله
إنّه لنقاب.
مثل للرجل العالم الفهم الخبير بغوامض الأمور. قال أوس بن حجر:
كريم جواد أخو مأقط ... نقاب يحدث بالغائب
قيل: واصله من التنقيب في البلاد وتجريب الأمور. ونحوه قولهم في مثل آخر لمجرب الأمور: فلان قد ركب ظهر البر والبحر، وعرف حالتي الخير والشر، وذاق طعمي الحلو والمر. وقال الحكماء: لا ينال أحد الحكمة حتى ينسى الشهوات، ويجرب الفلوات، ويحالف الأسفار، وينتاب القفار، ويصل الليل باليوم، ويعتاض السهر من النوم. قالوا: النظر كالسيف، والتجارب كالمسن. وقالوا: مرآة العواقب، في يد ذي التجارب. وقال أبو تمام يصف بالتنقيب والتجريب:
سلي هل عمرت القفر وهي سباسب ... وغادرت ركبي من ركابي سباسبا
وغربت حتى لم أجد ذكر مشرق ... وشرقت حتى قد نسيت المغاربا
وقال أيضاً:
خليفة الخضر من يربع على وطن ... في بلدة فظهور العيس أواني