وورد من هذا النحو أيضاً حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وفي ذلك تأويلات ذكرها المحدثون ولا حاجة إلى التعرض لها. والمقصود من التمثيل واضح.
وقال أبن اللبانة:
وألغوا حديث البحر عند حديثه ... فكم بين ذي مد وكم بين ذي جزر
[حدث عن معن ولا حرج!]
وهو معن بن زائدة الشيباني الجواد المعورف.
[الحديد بالحديد يفل.]
الحديد معروف وكذا الفل. وهذا المثل يضرب في الرجل القوي يلقى قرينه في البسالة والنجدة. وكان الوليد بن طريف الشيباني لمّا خرج على الرشيد اشتدت شوكته فبعث إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فقتله. فقال بكر بن النطاح:
وائل بعضها يقتل بعضا ... لا يفل الحديد إلاّ الحديد
لو تلقى الوليد غير يزيد ... لغدا ظاهرا عليه الوليد
ولمّا قتل الوليد رثته أخته الفارعة بنت طريف بشعرها المعروف منه:
أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على أبن دريف؟
فتى لا يعد الزاد إلاّ من التقى ... ولا المال إلاّ من قنى وسيوف
وهي قصيد معروفة.
[الحذر قبل إرسال السهم.]
الحذر بفتحتين والحذر بكسر فسكون الاحتراز. يقال حذر بالكسر يحذر فهو حذر والإرسال: الإطلاق والمراد هنا الرمي والسهم معروف. وهذا من الأمثال العجماوية أيضاً.
زعموا إنَّ غرابا رأى رجلا فوق سهما ليضرب به. فأراد ابنه أن يطير فقال له: يا بني اثبت حتى تعلم ما يريد الرجل. فقال له ابنه: يا أبت الحذر قبل إرسال السهم