للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال سحاب شجر صلب شوكه كالإبر شديد، يضرب به المثل كما قال أبو تمام:

نثا خبر كأن القلب أمسى ... يجر به على شوك القتاد

وقال أيضاً:

غدت تستجير الدمع حوف نوى غد ... وعاد قتاد عندها كل مرقد

وخرطه أشد شيء، فضرب المثل به. وتقدم مثله في حرف الهمزة. قال أبو المظفر:

يا كم يساجلني وليس بمدرك ... شأوي وأين له جلالة منصبي

لا تتعبن فدون ما حلولته ... خرط القتاد وامتطاء الكوكب!

جدي معاوية الأغر سمت به ... جرثومة من طينها خلق النبي

وروثته شرفا رفعت مناره ... فبنو أمية يفخرون به وبي

وقال الآخر:

مال أبن دارة دونه لعفاته ... خرط القتاد والتمس الفرقد

مال لزوم الجميع يمنع صرفه ... في راحة مثل المنادى المفرد

[دون ذا وينفق الحمار!]

دون تقدم معناه، والنفاق: الروجان، تقول، نفق البيع بالفتح ينفق، نفاقا على مثال سحاب إذا راج؛ ونفقت الدابة أو الرجل: مات؛ والحمار معروف. ودخل رحل السوق بحمار له يبيعه. فقام رجل يقال له أبو يار يمدح الحمار، وجعل يقول: إنَّ حافره جلمود، وإنَّ ظهره حديد. فقال صاحبه: شاكه أبا يسار، دون ذا وينفق الحمار! فذهب مثلا يضرب للمفرط في الثناء والمدح. ومعنى شاكه: شابه وقارب في المدح ولا تفرط من المشاكهة وهي المشابهة. وسيأتي المثل في الشبن. إن شاء الله.

ومن أمثال العامة في هذا الباب قولهم:

[دجاجة وتركل.]

يضرب لاستبعاد الصولة من الضعيف، والدجاجة معروفة مثلة الأول والجمع دجاج، والركل ضرب الأرض برجل واحدة، وركض الفرس بالرجل، والأرض المركلة

<<  <  ج: ص:  >  >>