جاءت سليمان يوم العرض هدهدةٌ ... أهدت إليه جراداً كان في فيها
وأنشدت بلسان الحال قائلةً: ... إنَّ الهدايا على مقدار مهديها
لو كان يهدي إلى الإنسان قيمته ... لكان يهدى لك الدنيا وما فيها
وهذه القصة تذكر في حرف الميم إن شاء الله تعالى. والمثل ظاهر المعنى.
[أهل مكة أعرف بشعابها.]
مكة معروفة، زادها الله شرفا. والشعاب جمع شعب وهو من الأرض بكسر الشين، ومن الناس بفتحها. وهذا مثل مشهور شائع الاستعمال، يضرب للمباشر للشيء والمخالط له إنّه أخبر به وأبصر بحاله وأعرف كقول القائل: وصاحب البيت أدرى بالذي فيه.
أينما أذهب ألق سعداً.
قاله الأضبط بن قريع السعدي وكان غاضب قومه سعد بن مناة بن تميم فتجول في القبائل. فلما لم بجد منهم من يحمد عشرته، رجع وقال: أينما أذهب ألق سعداً، أي أينما ذهب من الأرض ألق قوما ألقى منهم مثل الذي لقيت من سعد. ومضرب المثل واضح وسيأتي أيضاً
أيُّ داءٍ أدوى من البخلِ؟
الداء: المرض. يقال: داء الرجل يداء دواء وداء واداواء، فهو داء ومديء وأدأته أيضاً: أصبته بمرض، لازم منعد والبخل معروف. وهذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قدم عليه نفر من الأنصار فقال: من سيدكم؟ قالوا الجد بن قيس على بخل فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم الأغر الأبيض عمرو بن الجموح. فقال شاعرهم في ذلك: