للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبن شرف:

ومثال يطل عمره يفقد أحبته ... حتى الجوارح والصبر الذي عيلا

غيره:

عليَّ نحت المعاني من معادنها ... وما عليَّ إذا لم تفهم البقر!

وينشد:

عليَّ نحت القوافي من مقاطعها ... وما عليَّ لهم أن تفهم البقرُ!

وقال أبن شرف:

وناطقٍ بصوابٍ ما عليه سوى ... ما قال إن أخطئوا ظناً وتأويلا

[لطيفة:]

ذكر العلامة محمد بن مرزوق في صدر شرح الجمل أنَّ العلامة أبا القاسم الشيرازي شارح لبن الحاجب الأصلي والعلامة الكاتبي شارح المحصل أرادا ذات مرة أن يحضرا مجلس أبي عبد الله الخنوجي بحيث يخفي مكانهما. فغيرا حالتهما وحضرا عنده وأرادا أبحاثا. فكان من ملح ما صار بينهما أنهما لم ينصفاه في بعض أبحاثه وادعيا عدم بيان قوله وجعلا يستعيدان كلامه بزعمهما. فأنشد لهما:

عليَّ نحت المعاني من معادنها ... وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ!

بفتح تاء " تفهم " مبنيا للفاعل. فقلا له: ضم التاء! يعني ليبني للمفعول.

فقال: حينئذ يكون أحدكما شيرازيا والآخر كاتبيا! فقلا: نعم! فتناصفا.

وقال أبو العلاء المعري في قصيدة:

لو اختصرتم من الإحسان زرتكم ... والعذب يهجر للإفراط في الخصر

وهذا المعنى وقع لعلي بن جبلة قال: زرت أبا دلف في الجبل. فلما حللت الكرخ أظهر من بري وإكرامي أمرا مفرطا حتى تأخرت عنه تأخرا كثيرا. فوصل معقل بن عيسى فقال: يقول لك الأمير: انقطعت عني وأحسبك استقللت بري فلا يغضبنك ذلك فسأزيد فيه حتى ترضى! فقلت: والله ما قطعي عنه إلاّ إفراطه! وكتبت له:

<<  <  ج: ص:  >  >>