رغا فوقهم سقب السماء فداحص ... بشكته لم يستلب وسليب
والمجرم مصدوع.
[جمع بين الضب والنون.]
الضب حيوان معروف، وجمعه ضباب وأضب، وكنيته أبو حسل، والحسل ولده، كما سيأتي، والنون: الحوت، وجمعه نينان. وهذا المثل كالذي قبله في المعنى، لأن الضب حيوان بري، ولا يرد الماء ويلازم الصحراء، واكثر ما يكون في الكدى، كما قال خالد أبن علقمة:
ترى الشر قد أفنى دواءر وهجه ... كضب الكدى أفنى براثنيه الحفر
وقال الأخر:
فلله أرض يعلم الضب إنّها ... بعيد من الآفات طيبة البقل
بنى بيته فيها على رأس كدية ... وكل امرئٍ في حرفة العيش ذو عقل
ومن عجيب أمره إنّه يعيش سبعمائة سنة ولا تسقط له سن، وهو لا يشرب الماء. ويقال إنّه يبول في كل أربعين يوماً مرة. ومن كلام العرب: لا أفعل ذلك حتى يرد الضب، كما يقولون: حتى يشيب الغراب. ومن الكلام الموضوع على ألسنة العجماوات، قالت السمكة: رد يا ضب! فقال:
أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي إنَّ يردا
والنون حيوان بحري لا يفارق الماء أبداً، فلا يجتمعان. قال الصابئ:
الضب والنون قد يرجى اجتماعهما ... وليس يرجى اجتماع المال والأدب
وقال الأخر:
ولو انهم جاءوا بشيء مقارب ... لقلت: هو الشكل الموافق للشكل
ولكنهم جاءوا بحيتان لجة ... تقامس والمدعو فينا أبا الحسل
ولمّا بين الضب والنون من التنافي والتقابل، قال حاتم الأصم أو غيره: