أغربالاً إذا استودعت سراً ... وكانونا على المتحدثينا؟
[خلاؤك أقنى لحيائك.]
الخلاء بفتح الخاء والمد يطلق مصدرا من قولك: خلا المكان وغيره يخلو خلاء وخلوا. ومكان حالٍ وخلاء: لا أحد به. قال حسان رضي الله عنه:
عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء
وقد يطلق على المتوضأ كما في الحديث ويطلق على المكان القفر لا شيء به وهو المراد. قال زهير:
فأما ما فريق العقد منها ... فمن أدماء مرتعها الخلاءُ
والحياء بالمد معروف وقني الرجل الحياء وقناه بالكسر والفتح وأقناه واقتناه: لزمه وحفظه. قال عنترة:
قامت تخوفني الختوف كأنني ... أصبحت عن غرض الحتوف بمعزلِ
فأجبتها: إنَّ المنية منهل ... لا بد أن أسقى بكأس المنهلِ
فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتلِ!
أي: الزمي حياءك واحفظيه ولا تضيعيه! وقال العطوي:
أيقني جميل الصبر من هد ركنه ... وهيض جناحاه وجد الأنامل؟
ومعنى المثل أنَّ منزلك إذا خلوت به هو ألزم وأحفظ لحيائك.
[الخلة تدعو إلى السلة.]
الخلة بفتح الخاء الحاجة والخصاصة والفقر. قال:
رأى خلتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلتِ
ويقال للرجل إذا مات: اللهم أخلف على أهله بخير واسدد خلته! أي فرجته التي تركها. قال أوس بن حجر:
لهلك فضالة لا تستوي ... الفقود ولا خلة الذاهب