للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محاءة للأزمة اللزوب ... محو استلام الركن للذنوب

لمّا دنت الأرض من قريب ... تشوفت لوبلها السكوب

تشوف المريض للطبيب ... وطرب المحب للحبيب

وفرحة الأديب بالأديب ... وخيمت صادقة الشؤبوب

وقالم فيها الرعد كالخطيب ... وحنت الريح حنين النيب

فالشمس ذات حاجب محجوب ... قد أغربت من غير ما غروب

والأرض في ردائها القشيب ... في زاهر من نبتها رطيب

بعد اشتهاب الثلج والضريب ... كالكهل بعد السن والتنحيب

تبدل الشباب بالمشيب ... كم أنست من جانب غريب

وغلبت من الثرى المغلوب ... ونفست من بأرض مكرب

وسكنت من نافر الجبوب ... وأقنعت من بلد رغيب

يحفظ عهد الغيث بالمغيب ... لذيذة الريق والصبيب

[كأنها تهفي على القلوب.]

وتقدم استيفاء هذا المعنى في الباب الأول.

وقال أيضاً:

الصبر كاس وبطن الكف عارية ... والعقل عار إذا لم يكس بالنشب

وما أضيع العقل إنَّ لم يرع ضيعته ... وفر وأي رحى دارت بلا قطب

وقال:

بأي وخد قلاص واجتناب فلا ... إدراك رزق إذا ما كان في هرب

وقال:

إذا قصدت لشلو خلت إني قد ... أدركته ادركتني حرفة الأدب

وإنّما قال ذلك لمّا يزعم من إنَّ حرفة الأدب مشؤومة حليفة الفقر حتى قال قائلهم:

الضب والنون قد يرجى اجتماعهما ... ولا يرجى اجتماع المال والأدب

وستأتي في هذا الباب حكايات ظريفة في هذا المعنى للأدباء.

وقال أيضاً:

<<  <  ج: ص:  >  >>