وقال رسول الله والحق قوله ... لمن قال منا من تعدون سيدا
فقلنا له: جد بن قيس على التي ... نبخله فيها وإن كان أسودا
فتى ما تخطى خطوة لدنيةٍ ... ولا مد في يوم إلى سوءةٍ يدا
فسود عمرو بن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أنَّ يسودا
إذا جاءه السؤال أنهب ماله ... وقال خذوه إنه عائدٌ غدا
فلو كنت باجد بن قيس على التي ... على مثلها عمر لكنت المسودا!
[إياك أعني واسمعي يا جارة!]
هذا مثل مشهور الاستعمال عند التعريض بإضهارك شيئاً وأنت تريد شيئاً وهو لنهشل بن مالك الفزاري في شعر له. وسببه أنه خرج يريد النعمان بن المنذر فمر ببعض أحياء طيء فسأل من سيد الحي فدل على حارثة بن لأم الطائي فقصد رحله فلم يصبه حاضراً. فقالت له أخت حارثة: انزل على الرحب والسعة حتى يلحق حارثة. فأنزلته وأكرمت مثواه. ثم إنّه رأها وقد خرجت من خباء إلى خباء. فرأى جمالها باهرا، وحسنا فاتنا. وكانت عقيلة قومها وسيدة نساء حيها. فوقعت من قلبه كل موقع وجعل يقول:
يا أخت خير البدو والحضاره ... كيف ترين في فتى فزارة؟
أصبح بهوى حرة معطاره ... إياك أعني واسمعي يا جارة!
فعرفت أنه يريدها فقالت: ما هذا بقول ذي عقل أريب ولا مصيبي ولا أنف نجيب.