من قوة بصره. وقيل سموه أعور من حدة بصره على طريق التفائل، كما قال بشار بن برد:
وقد ظلموه حين سموه سيداً ... كما ظلم الناس الغراب بأعورا
وقال أبن اللبانة:
لمّا تناهيت علما ظل ينقصني ... عند الكمال خضيب النير السررِ
وفي الغراب إذا فكرت مغربة ... من فرط إبصاره يعزى إلى العورِ
[أبصر من فرس.]
الفرس معروف للذكر والأنثى. ويوصف أيضاً بحدة البصر، وهو صحيح مجرب، بحيث إنَّ الفارس قد يرخي عنانه في الطريق غير الواضح، والظلام معتكر، فيسير به ويتخطى المهاوي والجراثيم التي لا شعور للراكب بها ولا إحساس.
[أبصر من المائح باست الماتح.]
المائح: الذي ينول البئر ليملأ الدلو بيده إذا قلَّ الماء فيها، وقد ماح يميح. قال الراجز:
يا أيها المائح داوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا
وقال الآخر:
فآنس سرب قطا قاربٍ ... جبى منهل لم تمحه الدلا
والماتح: المستقي النازع للدلو على جبى البئر. قال علقمة:
كأنَّ ذراعيها على الخل بعد ما ... ونين ذراعا ماتحٍ متجردِ
وقال ذو الرمة:
كأمه دلو بئر جد ما تحها ... حتى إذا ما رآها خانها الكربُ
ومن المعلوم أنَّ المائح الذي تحته يبصر عورته ويكون بصيرا باسته إن لم يتسرول؛ فلذلك قالوا ما تقدم. وقال بعض الأدباء:
يا مائح العين عدمت الرقى ... من حرص هذي العين لم يستقي
من شيمة الماء انحدارٌ فلم ... ما جفوني أباً يرتقي؟