عليك بالقصد فيما أنت فاعله ... إنَّ التخلق يأتي دونه الخلق
والخلق بضم الخاء واللام وتسكن: السجية والطبع؛ وتخلق الرجل بغير خلقه: تكلف ذلك. والمعنى إنَّ السجايا لا تزول، والخلائق القديمة لا تحول كما قيل:
يرام من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباع على الناقل
ومن كلام العامة: تنتقل الجبال ولا تنتقل الطباع: فمتى تخلق الإنسان بغير خلقه وتكلف ما ليس في طوقه لقى العناء الشديد أو افتضح غير بعيد كما قال حسان: إنَّ لا خلائق فاعلم شرها البدع وسيأتي إتمام المعنى في قولهم: الطبع أملك في حرف الطاء إن شاء الله تعالى.
إنَّ السم مشروب.
أخذناه من قول الحماسي عبد الله بن عنمة الضبي:
ما إن ترى السيد زيداً في نفوسهم ... كما تراه بنو زيد ومرهوبُ
إن تسألوا الحق نعط الحق سائله ... والدرعُ محقبة والسيفُ مقروبُ
وإن أبيتم فإنا معشرٌ أنفٌ ... لا نطعم الخسف إنَّ السم مشروبُ
فازجر حمارك لا يرتع بروضتنا ... إذا يرد وقيد العير مكروبُ
السيد بالكسر: قبيلة من ضبة؛ وزيد ومرهوب: حيان من ذهل بن شيبان. يقول: إنكم لا تعظمون في نفوسنا كما يعظم بعضكم في نفوس بعض؛ فإنَ طلبتم الحق أعطيناه وكان السلم بيننا حتى تكون الدرع محقبة أي مجعولة في الحقائب وهو مؤخر الرحال وتكون السيوف مقروبة أي مجعولة في قربها لعدم الحاجة إلى استلالها. وقوله: