شاء الله تعالى. والأروى بفتح الهمزة والواو مقصورا جمع أروية بضم الهمزة وكسرها مع تشديد الياء أو اسم جمع لها والأروية: أنثى الأوعال. ويضرب هذا المثل للمر النادر القليل لأن الأروى مسكنها قمم الجبال. فلا يوجد منها بارح في الدهر إلاّ نادرا ولا سانح.
إنَّ مع اليوم غدا.
يضرب في تنقل الحالات وتبدل الساعات. وذلك لأن الخير والشر لمّا كانا متقاربين وكان زمانهما في علم الله تعالى مقسطين مقدرين علم أنَّ الشر متى حدث في زمن فللخير زمان يقابله يحدث فيه فعبر عن هذين الزمنين باليوم والغد لمّا بين اليوم والغد من التقابل بل كالذي بين الزمنين. فإذا وقع بك شر فذلك بوم الشر وللخير زمان يترقب هو عند ذلك اليوم فتقول تسليا: إنَّ مع اليو غدا.
وكذا في العكس كما قيل:
يا من يخاف أنَّ يكون ... ما يكون سرمدا
أما سمعت قولهم ... إنَّ مع اليوم غدا؟
وقال علي بن الجهم لمّا حبسه المتوكل:
صبراً فإن اليوم يتبعه غد ... ويد الخليفة لا تطاولها يدُ
ولكل خير معقب ولربما ... أجلى لك المكروه عما يحمدُ
لا يؤنسنك من تفرج كربتة ... خطبٌ رماك به الزمان الأنكدُ
كم من عليل قد تخطاه الردى ... فنجا ومات طبيبه والعوَّدُ
وقال معن بن أوس المزني:
وأني أخوك الدائم العهد لم أخن ... وإن زال خصمٌ أو نبا بك منزلُ
وإن سؤتني يموا صبرت إلى غدٍ ... ليعقب يوما آخرٌ منك أولُ
ولمّا خرج المتوكل العباسي إلى دمشق ركب يوما إلى رصافة هشام بن عبد الملك بن مروان فنظر إلى قصرها. ثم خرج فرأى ديرا هناك قديما حسن البناء بين مزارع وأشجار