وقد تزدري العين الفتى وهو عاقلُ ... ويؤفن بعض القوم وهو جريمُ
ومعنى المثل أنَّ وجدان المال يحلي المرء بحلية الكمال، ويستر ما فيه من ذميم الخصال، ويحببه إلى قلوب الرجال، حتى يروه بعين التوقير والاجلال، وإن كان من أحمق الحمقى وأجهل الجهال، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه وأحسن:
ربَّ حلم أضاعه عدم المال ... وجهلٍ غطى عليه النعمُ
وقال آخر:
والناس أعينهم إلى سلف الفتى ... لا يسألون عن الحجى والأولقِِ
وقال أعرابي مر بأهله:
سأعمل نص العيس حتى يكفني ... غنى المال يوما أو غنى الحدثانِِ
فللموت خيرٌ من حياة يرى بها ... على المرء ذي العلياء مس هوانِ
متى يتكلم يبلغ حكم مقاله ... وإن لم يقل قالوا عديم بيانِ
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا في الدنيا لمن قل مجدهُ
ويقال: المرء بنشبه وسيأتي في أثناء الكتاب جملة نافعة من هذا المعنى ومن ثناء الشعر على الثروة والغنى.
إنَّ السقط يحرق الحرجة.
السقط ما يسقط بين الزندين قبل استحكام الورى، وتثلث سيبه والإحراق والتحريق معروف. والحرجة بفتحتين: الشجر الكثير الملتف، جمعه حرج وأحراج وحراج. قال العجاج: