ورد أنَّ أبن عباس رضي الله عنهما، تمثل بهذا المثل، وذلك حين خرج الحسين، رضي الله عنه، إلى العراق، فلقي أبن عباس أبن الزبير، فقال له: خلا لك الجو فبيضي وأصفري. وهذا حسين يخرج إلى العراق ويخلي لك الحجاز!
[خامري أم عامر!]
خامري: معناه تستري وتغطي، كأنه من التخمير وهو التغطية والستر. ومنه الخمرو الخمار؛ وأم عام: الضبع. قال:
ومن يجعل المعروف من دون أهله ... يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
وسيأتي. وللضبع كنى كثيرة: يقال لها أم عامر وأم عمرو، وأم الهنبر وأم خنور؛ ويقال لها أيضاً: حضاجر بفتح الحاء على وزن الجمع، وجعار، وجيال؛ ويقال لها الموقفة. قال معاوية بن زهير:
فدونكم بني لأيٍ أخاكم ... ودوني مالكا يا أم عمر
فلولا مشهدي قامت عليه ... موقفة القوائم أم أجر!
أردنا موقفة القوائم أنَّ في قوائمها الأوقاف، وهي الخلاخل، جمع وقف، ويعني السواد الذي في قوائمها. ويقال: الجارية موقفة: لبست الوقف. والاجري جمع حرو، وهب أولادها. ومثلها قول الهذلي:
وغودر ثاويا وتأوبته ... موقفت أميم، لها فليل
وقال لها عرفاء والخامعة أي العرجاء قال الشنفري:
ولي دونكم أهلون: سيد عملس ... وأرقط زهول وعرفاء جيئل
وقال الآخر:
يا لهف من عرفاء ذات فليلةٍ ... جاءت إلي على ثلاث تخمع
وتظل تنشطني وتلحم أجريا ... وسط العرين وليس حي يدفع!
لو كان سيفي باليمين دفعتها ... عني ولم أوكل وجنبي الأضيع
وقال عنترة:
إنَّ يعقرا مهري فإنَّ أباهما ... جزر لخامعة ونسر قشعم