للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسفيها: نسبه إليه، وسافهه مسافهة: شاتمه وسابه، وسافه الشراب: أسرف فيه. والمثل عند الجوهري من المعنى الأول. وكذا أبو عبيد، ذكره في أمثال الملاحة والتشاتم قال البكري: وهذا المثل يروى عن الحسن بن علي إنّه قاله لفلان. وأنشد في نحو ذلك لحاجب بن زرارة:

أغركم إني بأحسن شيمة ... وفيق وإني بالفواحش أخرق

وانك قد فاحشتني فغلبتني ... هنيئا مريئا أنت بالفاحش أرفق

ومثلي إذا لم يجز أفضل سعيه ... تكلم نعماه بفيها فتنطق

سقط العشاء به على سرحانٍ.

السقوط معروف؛ والعشاء بفتح العين المهملة والمد طعام العشي كالعشى بالكسر جمعه أعشية؛ وعشوت الرجل وأغشيته وعشيته تعشية: أطعمته ذلك، وتعشى هوقال: الفرزدق:

تعش فأن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من، يا ذئب، يصطحبان

وهو عيشان؛ والعشى بالقصر سوء البصر بالليل والنهار، كالعشاوة أو العمى، عيشي بالكسر يعشى، وعشا يعشو، فهو عش، وأعشى، هي عشواء؛ والسرحان بالكسر: الذئب. قال امرؤ القيس:

له إبطا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تنفل

وهو بلغة هذيل الأسد، قال الشاعر يرثي ميتا:

هباط أودية حمال ألوية ... شهاد أندية سرحان فتيان

وهذا المثل يضرب للرجل يطلب حاجة فيقع في الهلكة.

واختلفوا في أصله فقيل دابة خرجت تلتمس العشاء، فوقعت على الأسد أو على الذئب فأكلها.

وقيل رجل خرج كذلك، فوقع عليه.

وقيل إنَّ سرحانا اسم رجل، وهو سرحان بن متعب اليربوعي. وكان فاتكاً، فحمى واديا فجاء عوف الأسدي فقال: لأرعين إبلي بهذا الوادي! فرعاها فأتاه سرحان فقتله، وقال هداة بن متعب، أخوه، لامرأة الأسدي يقال لها نصيحة:

<<  <  ج: ص:  >  >>