الرثيئة: لبن مخلوط. يقال: ارتثأ اللبن بالثاء المثلثة والهمز إذا خثر؛ ورثات اللبن إذا حلبته على حامض فخثر؛ والاسم: الرثيئة والفثئ: التسكين؛ يقال: فثأت القدر بالثاء المثلثة إذا أسكنت غليانها. قال:
تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنا إذا حمؤها غلا
وقال الحماسي:
فنفل شوكتها ونفثأ حميها ... حتى يبوخ وحمينا لم يبردِ
وتقول: فثأت الرجل إذا كسرته عنك بقل أو غيره وسكنت غضبه. وفثأت الخبز، ويقال أيضاً بالتاء المثناة، وهي فعل تام في هذا المعنى غير مخصص بالنفي، كما أثبته أبن مالك وغيره. والغضب معروف، وهو حركة النفس، مبدأها إرادة الانتقام. غضب: بالكسر، يغضب، فهو غضبان. والمعنى أن شرب الرثيئة كاسر للغضب مسكن له نافع.
يضرب في اصطناع المعروف مطلقا وفعل اليسير من البر فانه نافع.
وأصله أن رجلا كان غضب على قوم، وكان مع غضبة جائعا، فسقوه رثيئة، فسكن غضبه وكان عنهم. وفي الرثيئة يحكى أن عمرو بن معد يكرب قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، أافرام بنو مخزوم؟ قال وما ذاك؟ قال: تضيفت خالد بن الوليد فأتى بقوس وكعب وثور. قال: إنّ في ذلك لشبعة. قال: لي أو لك؟ قال: لي ولك. فقال عمرو: حلا يا أمير المؤمنين فيما تقول. إني لأكل الجذع من الإبل أنتقيه عظما عظما، واشرب التبن من اللبن رثيئة وصريفا. أراد بالقوس البقية من التمر تبقى،