للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر صاحب القلائد أنَّ الظافر بن المعتمد لمّا قام عليه أبن عكاشة وأتباعه بقرطبة ودافعهم حتى قتل وجرد من ثيابه وكان ليلا مر به أحد المغلسين إلى الجامع فألقى ثوبا ولم يعرف من فعل ذلك. فكان أبوه المعتمد بن عباد إذا تذكر ذلك رفع عقيرته وأنشد: ولم أدار من ألقى عليه رداءه. ومن أظرف الاتفاق ما يحكى أبن الخطيب من قول بعضهم في طبيب يسمى نعمان ويكنى أبا المنذر:

أقول لنعمان وقد ساق طبه ... نفوسا نفيسات إلى باطن الأرض

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض

ومما قيل في الطبيب الجاهل قول الآخر:

يا ملك الموت وأن زهر ... جاوزتما الحكمة والنهاية!

ترفقا بالورى قليلا ... في واحدٍ منكما الكفاية!

وقوله:

أعمى وأفنى ذا الطبيب بطبه ... وبكحله الأحياء والبصراء

فإذا نظرت رأيت من عميانها ... أمما على أمواته قراء

وقول الآخر:

قال حمار الطبيب تومي ... لم أنصفوني لكنت أركب

لأنني جاهل بسيط ... وصاحبي جاهل مركب

[بعلة الورشان يأكل رطب المشان.]

الورشان بفتحتين: طائر وهو ساق حر. وأنشدوا عن الأصمعي:

أيها البلبل المغرد في النخل ... غريبا من أهله حيرانا

أفراقا تشكوه أم ظلت تدعو ... فوق أفنان نخلك الورشانا؟

هاج لي شجوك الغرد شجواً ... رب صوت يهيج الأحزانا

والمشان بضم الميم وكسرها على مثال غراب وكتاب والشين معجمة: نوع من الرطب طيب؛ ورطب المشان في لفظ المثل بالإضافة ولا يقال الرطب المشان وأصل المثل أن قوما استحفوا غلاما لهم رطب نخلهم فكان يأكله وإذا سئل عن ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>