للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الشطر الأخير لتأبط شرا أيضاً ضمنه فأجاب في الحال:

نهاني النهى والشيب عن وصل مثلها ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفرُ!

ضمن تضمينا حسنا ونقل المعنى إلى الشبابة فوقعت لفظة تصفر أحسن موقع.

وقال الآخر:

[كم ترك الأول للآخر!]

وهو مثل مشهور ضمنه أبو تمام في قوله:

يقول من تقرع أسماعه ... كم ترك الأول للآخر!

أو هو المخترع.

وضده قول الآخر:

لم يدع من مضى ... للذي قد غبر

فضل علم سوى ... أخذه بالأثر

وقال الآخر:

سوف ترى إذا انجلى الغبار ... أفرسٌ تحتك أم حمارُ

غيره:

فيا عطشى والماء الزلال أخوضه ... ويا وحشتي والمؤنسون كثيرُ!

وقال بعض الأعراب:

دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا

وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من وافى ومن صبرا

لا تحسب المج تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا!

وقال الأخطل:

قومٌ إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... دون النساء وإن باتت بأطهارِ

حكى أبو العباس المبرد في الكامل أنَّ صاحب اليمن بعث إلى عبد الملك بن مروان بجارية وكتب معها: إني وجهت إلى أمير المؤمنين بجارية اشتريتها بمال عظيم ولم ير مثلها. وكان ذلك وقت محاربتهم لابن الأشعث. فلما دخل بالجارية على عبد الملك رأى وجها جميلا وخلقا نبيلا. فألقى إليها قضيبا كان في يده فنكست لتأخذه فرأى من جسمها

<<  <  ج: ص:  >  >>