يا لك من قبرةٍ بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري!
وتقدم ذكر هذا وما فيه.
وقال المجنون:
أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
وتقدم ما يشبه في حرف الباء.
ومثله أيضاً قول الآخر:
فإن تدعي نجداً أدعه ومن به ... وإن نسكني نجداً فيا حبذا نجدُ!
وقبل هذا البيت:
سقى دمنتين ليس لي بها عهد ... بحيث التقي الدارات والجرع الكبدُ
فيا ربوة الربعين حييت ربوةً ... على النأى منا واستهل بك الرعدُ
قضيت الغواني غير أنَّ مودةً ... لذلفاء ما قضيت آخرها بعدُ
إذا ورد المسواك ضمآن بالضحى ... عوارض منها ظل يخصره البدُ
وألين من مس الرخامات يلتقي ... بمارنه الجادي والعنبر الوردُ
جرى نائبات الدهر بيني وبينها ... وصرف الليالي مثل ما جرت البردُ
فإن تدعي نجداً. . " البيت " وبعده:
وإن كان يوم الوعد أدنى لقائنا ... فلا تعذلني أن أقول متى الوعدُ
وقال تأبط شراً:
وأبت إلى بهمٍ وما كدت آئباً ... وكم مثلها غادرتها وهي تصفرُ!
والشطر الثاني مثل سائر في عدم الاكتراث بالشيء.
ومن لطائف شرف الدين الحلاوي أنه أنشد بين يديه لغز في الشبابة وهو:
وناطقةٍ خرساء بادٍ شحوبها ... تكنفها عشرٌ وعنهن تخبرُ
يلذ إلى الأسماع رجع حديثها ... إذا سد منها منخر جاش منخرُ