قال عبد الملك: من كان عنده دين وتر فليقم إليها! فقام أبن سويد الكلبي وكان أبوه ممن قتل ببنات قين فقال: يا حلحلة هل أحسمت سويدا؟ فقال: عهدي به يوم بنات قين وقد انقطع خروه في بطنه. فقال: أما والله لأقتلنك! قال: كذبت ما أنت تقتلني وإنّما أبن الزرقاء! والزرقاء إحدى امهات مروان بن الحكم يعابون بها. فنادى بشر بن مروان وأمه فزارية فقال: صبرا حلحل! فقال حلحلة:
أصبر من عودٍ بدفيه الجلب ... قد أثر الباطن فيه والحقب
ثم التفت إلى أبن سويد فقال: يا أبن أستها أجد الضربة! فقد وقعت بأبيك مني ضربة أسلحته. فضرب أبن سويد عنقه.
ثم قدم سعيد بن أبان ليضرب عنقه فناداه بشر: صبرا يا سعيد! فقال:
أصبر من ذي ضاغطٍ عركرك ... ألقى بواني زوره للمبرك
فضرب عنقه وألحقه بصاحبه.
والعركرك: البعير الغليظ؛ والزور: الصدر.
أصبر من قضيبٍ.
قضيب بالقاف والضاد المعجمة على مثال أمير رجل من ضبة.
[صاحب الدابة أولى بمقدمها.]
يتمثل به وهو يروى أثرا أو حديثا. ومعناه ظاهر.
[صادف بطنه بطن تربة.]
يقال: صادفه إذا لقيه ووجده؛ والبطن خلاف الظهر، من الحيوان ومن الأرض أيضاً؛ وتربة على مثال همزة وادٍ معروف يصب في بستان أبن عامر. فيقال هذا عند مصادفة الخصب وسعة العيش كأنه صادف هذا الوادي.