علمس بينه وبينه، وكان أخاه لأمه وأبيه. فشد على علمس بالسيف وترك علفة ولم يلتفت إليه فرماه علمس بسهم وأصاب ركبته. فسقط عقيل يتمكع بالدم وهو يقول:
إنَّ بني سربلوني بالدم ... من يلق أبطال الرجال يكلم
ومن يكن ذا أود يقوم ... شنشنة أعرفها من أخزم
قال المدائني: شنشنة أعفها من أخزم مثل ضربه، وأخزم فحل كان لرجل من العرب وكان منجبا، فضرب في ابل رجل آخر ولم يعلم صاحبه فرأى بعد ذلك من نسله جملا فقال شنشنة أعرفها من أخزم. انتهى كلام البكري.
وقال أبن ظفر في شرح المقامات: هذا المثل ضربه جد حاتم حين نشأ حاتم وتقيل أخلاقه جده أخزم في الجود، فقال: شنشنة. . الخ. وتمثل عقيل بن علفة به حين قال: إنَّ بني. . الخ. ومن أدعى إنَّ المثل فقد سها فيه. انتهى.
[شاهد البعض اللحظ.]
مثله قولهم أيضاً: رب لحظ انم من لفظ كما مر من قول زهير:
فإنَّ تك في عدو أو صديقٍ ... تخبرك العيون عن القلوب
وقول أبن أبي حاتم:
خذ من العيش ما كفى ... ومن الدهر ما صفا
عين من لا يحب وص ... لك تبدي لك الجفا
وقول الآخر:
تخفي العداوة وهي غير خفية: ... نظر العدو بما أسر يبوح
وقالوا: يعبر عن الإنسان اللسان، وعن المودة والبغض العيان.
[يشوب ويروب.]
الشوب: الخلط تقول: شبت اللبن وغيره بالماء، وأشوبه شوبا والروب الرائب وهو اللبن الخاثر قبل أن يحمض. ولا يزال يمسك بذلك حتى يمخض وينزع زبده. ثم يبق ذلك الاسم على بعد. قال الشاعر: