[صاحب السلطان كراكب الأسد يهابه الناس وهو لمركوبه أهيب]
هذا المثل من الأمثال الحكيمة، وهو قول الشاعر:
لا تصاحبن السلطان في حالةٍ ... صاحبه ليث الشرى يركب
يهابه الناس لمركوبه ... وهو لمّا يركبه أهيب
وسيأتي استيفاء هذا المعنى في الحكمة، إن شاء الله تعالى.
[اصح من عير أبي سيارة.]
الصحة ضد السقم، والعير بالفتح الحمار الوحشي. قال امرؤ القيس:
كأني ورفد والقراب ونمرقي ... على ظهر عير وارد الخيرات
وقد يطلق على الأهلي، كما قال الآخر:
ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلاّ الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد!
وأبو سيارة بفتح السين وتشديد الياء عميلة بن خالد العداوني. وكان له حمار اسود جاز عليه من مزدلفة إلى منى أربعين سنة. وقيل: ولا يعرف حمار أهلي عاش أكثر من هذا الحمار. وضرب به المثل في الصحة وقال السهلي: هي أتان عوراء سوداء خطامها ليف. وكان أبو سيارة يقول:
لا يهم لي في الحمار الأسود ... أصبحت بين العالمين أحسد
بت أبا سيارة المحسد ... من شر كل حاسد يحسد!
وهو الذي يقول: أشرق ثبير كي ما نغير! وكان يقول في دعائه: اللهم بغض بين رعائنا، وحبب بين نسائنا، واجعل المال في سمحائنا!