للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يؤول إلى ذلك. ويكون الضمير المضاف إليه للرمي. فتقول مثلا: رميت زيدا بأفلاق رأسه.

وعلى الثاني يكون المعنى إنّه باشر دفاعه بنفسه فشبه نفسه بالكبش الناطح برأسه والتعبير بالأقحاف حينئذ للمبالغة بأن كل جزء باشر النطح. والضمير يكون على هذا للرامي فتقول: رميت زيدا بأقحاف رأسي والله أعلم.

ومثله قولهم: رماه بثالثة الأثافي.

قال خفاف بن ندبة:

وإنَّ قصيدة شنعاء مني ... إذا حضرت كثالثة الأثافي

[أرمى من أبن تقن.]

أبن تقن بكسر التاء المثناة وسكون القاف بعدها نون رجل كان جيد الرمي يضرب به المثل. قال الراجز:

يرمي بها أرمى من أبن تقنِ

وأبن تقن هذا هو عمرو بن تقن الذي قيل فيه: لا فتى إلاّ عمرو! وسيأتي إن شاء الله تعالى في موضعه مشروحاً.

ووقع في الصحاح والقاموس أنَّ التقن هو رجل كان راميا جيد الرمي وكأنه مسامحة. ثم رأيت للشنتمري في شرح قول الحماسي:

أهلك عاداً وقبله ... أهلك طسماً وذا جدونِ

وأهل جاش ومأربٍ ... وحتى لقمان والتقونِ

قال: التقون جمع تقن وهو رجل من عاد وفيه قيل: أرمى من أبن تقن.

الأرواح جنود مجندةٌ.

هذا يروى حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>