فإنَ النار بالزندين تورى ... وإنَّ الحربَ أولها الكلامُ
وقول المسكين: ولقد رأيت الشر بين الحي يبدؤه صغاره.
وقول أبي العلاء:
وقد ينمى من صغيرٍ ... وينبت من نوى القسب اللبان
وقد بين هذا المعنى من قديم عدي بن زيد حيث يقول:
شط وصل الذي تريدين مني ... وصغير الأمور ينجي الكبيرا
وبعد هذا البيت:
إنَّ للدهر غرة فاحذرنها ... لا تبيتين قد أمنت الدهورا
قد ينام الفتى صحيحا فيردى ... ولقد بات آمناً مسرورا
أيّها المبتغي سبيل غناه ... الزم البر في الفؤاد ضميرا
لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
ووقع في شعر مرارٍ السابق شبيث والاحص وهما موضعان، والمعاوز وهي الخلفان، ويريد انهم كلما مات منهم كريم خلفه كريم يسد مسده. ومثله قول الحماسي السمؤل بن عاديا:
إذا سيد منا خلا قام سيد ... قؤول لمّا قال الكرام فعول
وقول الحماسي الآخر:
وليس يهلك منا سيد أبدا ... إلاّ اجتلينا غلاما سيدا فينا
وقول أبي الطمحان: إذا مات منا سيد قام صاحبه ونحوه كثير في أشعارهم. والمقصود من ذلك كله أنَّ السؤدد في القوم شائع، والكرم كثير ذائع، فكلما فقد من السادات مفقود، فغيره موجود.
إنَّ الشفيق بسوء الظن مولع
الشفيق بفتحتين: الخوف وحرص الناصح على صلاح المنصوح. ويقال: أشفقت عليه شفقاً وإشفاقاً، فأنا شفيق ومشفق. قال خلف بن خليفة: