نقي؛ والعراقيب جمع عرقوب، وهو العصب فوق عقب الإنسان، وعرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يديها، وكل ذات أربع فعرقوباها في رجليها، وركبتاها في يديها. والمعنى أنَّ الشر هو الذي ألجأك إلى سؤال اللئام. فيضرب عند الاضطرار إلى المسألة البخيل. وإنّما خص العرقوب لأنه شر المخاخ، كما إنّه شر العظام، كما قال الاخطل لكعب بن جعيل:
وسميت كعبا بشر العظام ... وكان أبوك يسمى الجعل
[شر المال مالا يزكى ولا يذكى.]
المال: معروف، والتزكية إخراج الزكاة والتذكية الذبح للأكل. والموصوف بما ذكر الحمار ونحوه، لأنّه لا زكاة فيه وزكاة له.
شر أهر ذانابٍ.
الشر تقدم؛ وهر الكلب يهر هريرا: صوت ولم ينبح. قال حسان، رضي الله عنه:
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
غيره:
ويغشون حتى ترى كلبهم ... يهاب الهرير وينسى النباحا
وذو الناب: الكلاب؛ وأهررته أنا: حملته على الهرير.
وهذا المثل يضرب عند ظهور أمارات الشر وتبين مخائله.
وأصله أنَّ قائله سمع هريرا الكلب في الليل، فأشفق من طارق بشر، فقال ذلك تعظيما للحال وتهويلا للأمر عند نفسه ومستمعه، أي: ما أهر ذا ناب إلاّ شر عظيم.
ولأحل هذا الوصف المنوي، حسن الابتداء بلفظة " شر " حتى حصل من ذلك الحصر.
[شر يوميها وأغواه لها.]
هذا يضرب عند إظهار البر باللسان لمن يراد به الغوائل. وهو شطر بيت تمامه: