وقول كشاجم:
هنيئاً لأصحاب السيف بطالةً ... تقضى بها أيامهم في التنعمِ!
وكم فيهم من دائم الأمن لم يرع ... بحربٍ ولم ينهد لقرن مصممِ
وكل ذوي الأقلام في كل ساعةٍ ... سيوفهم ايست تجف من الدمِ
وقول الآخر في مدح القلم وأهله:
قومٌ إذا أدخلوا الأقلام من قصبٍ ... ثم استمدوا بها ماء المنياتِ
نالوا بها من أعاديهم وإن بعدوا ... ما لا ينال بحد المشرفياتِ
وقول البحتري يمدح الحسن بن وهب ويصف أقلامه:
وإذا تألق في الني كلامه ... المصقول خلت لسانه من عضبهِ
وإذا دجت أقلامه ثم انتحت ... برقت مصابيح الدجى في كتبهِ
فاللفظ يقرب فهمه في بعده ... منا ويبعد نيله في قربهِ
حكمٌ فسائحها خلال بنانه ... متدفق وقليلها من قلبهِ
فكأنها والسمع معقودٌ بها ... شخص الحبيب بدا لعين محبهِ
وقوله أيضاً في أبن الزيات:
لتصرفت في الكتابة حتى ... عطل الناس فن عبد الحميدِ
في نظام من البلاغة ما شك ... امرؤ أنه نظام فريدِ
وبديع كأنه الزهر الضا ... حك في رونق الربيع الجديدِ
ما أعيرت منه بطون القراطيس ... وما حملت طهور البريدِ
حزن مستعمل الكلام أخباراً ... وتجنبن ظلمة التعقيدِ
كالعذارى غدون في الحلل الصفر ... إذا رحن في الخطوب السودِ
ومن أمثال الأدباء قولهم:
[أخف من دينار يحيى.]
وهو يحيى بن علي أعطى بعض الأدباء دينار خفيفا فقال فيه عدة مقاطع منها:
دينار يحيى زائد النقصان ... فيه علامة سكة الحرمانِ