عنه فعزله. قال: لم عزلتني؟ امرأته طالق لو سمعها لقال: أركبوني فإني مطية! فلما بلغ خبره عمر أمر أن يؤتى به مع الجارية. فلما جلسا بين يديه قال له: مرها أن تغني بذلك الغناء! فلما غنت اضطرب عمر لذلك اضطرابا شديدا ودخلته الأريحية واستعاد الصوت منها مرارا وبكى وقال للقاضي: قد قاربت يمينك ورده إلى قضائه.
أي الرجال المهذبُ؟
أخذناها من قول النابغة يعتذر للنعمان:
ولست بمستبقٍ أخاً لا تلمهُ ... على شعثٍ أي الرجال المهذبُ؟
والتهذيب: التصفية والتنقيح؛ والرجل المهذب: المطهر الأخلاق. والاستفهام للنفي أي لا رجل يكون أبدا حسن الفعال طاهر الخلال محمود الخصال إلاّ من عصم كقول الآخر:
من ذا الذي ما ساء قط؟ ... ومن له الحسنى فقط؟
وإذ بينا يقال هذا البيان على تيسر من الأمثال النثرية فلنلم بشيء من الأمثال الشعرية أو ما يكون جاريا على منهاجها وماضيا على أدراجها قال الحماسي أمية بن أبي الصلت الثقفي يمدح عبد الله بن جدعان القريشي التيمي:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك؟ إنَّ شيمتك الحياءُ
وعلمك بالحقوق وأنت فرعٌ ... لك الحسب المهذب والسناءُ
وأرضك كل مكرمةٍ بنتها ... بنو تيمٍ وأنت لها سماءُ
خليلٌ لا يغيره صباحٌ عن الخلق الكريم ولا مساءُ
إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناءُ
تباري الريح مكرمة ومجداً ... إذا ما الكلب أجحره الشتاءُ
والذي يتمثل به كثيرا منه قوله: أأذكر حاجتي. . البيت، وقوله خليل لا يغيره. . البيت، مع الذي بعده وقد يقرن بينهما. والمضرب واضح. وكثيرا ما