وذكر أبن ظفر أنَّ القطرب حيوان يكون بالصعيد من أرض مصر يظهر للمنفرد من الناس فربما صده عن نفسه إن كان شجاعا وإلاّ لم يزل به حتى ينكحه فإذا نكحه داد دبره فهلك. وهو إذا رأوا من ظهر له قطرب قالوا: امنكوح أم مروع؟ فإن قال منكوح أيسوا وإن قال مروع عالجوه والله اعلم. وسيأتي ذكر نحو هذا الحيوان في قولهم ألوط من عدار في حرف اللام، إن شاء الله تعالى.
[الجار قبل الدار.]
روي هذا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق. ويروى: الجار والرفيق مرفوعين والنصب فيهما حسن، أي: التمس الجار قبل الدار والتمس الرفيق قبل الطريق. وقال أبو تمام في هذا المعنى:
من مبلغ أبناء يعرب كلها ... أني أبتنيت الجار قبل المنزلِ؟
ووقال الأخر:
يقولون: قبل الدار جارٌ موافقٌ ... وقبل الطريق النهج أنس طريق
فقالت: وندمان الفتى قبل كأسه ... فما حث كأس الخمر مثل صديق
وقال الأخر في المعنى:
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ... ولم يعلموا جاراً هناك ينغصُ
فقالت لهم: بعض الملام! فإنما ... بجيرانها تغلو الديار وترخصُ
[جاء بالضح والريح]
المجيء معروف والضح بكسر الضاد المعجمة بعدها حاء مهملة مشددة يطلق على الشمس وما طلعت عليه الشمس. وفي الحديث: لا يقعدن أحدكم بين الضح والظل فانه مقعد الشيطان. ذكره في الصحاح وأنشد لذي الرمة:
غدا أكهب الأعلى وراح: إنّه ... من الضح واستقباله الشمس أخضرُ
أي استقباله عين الشمس. وقال علقمة: أبيض أبرزه للضحى راقبه.
والريح معروفة. ومعنى جاء بالضح والريح: جاء بما طلعت عليه الشمس وما جرت