للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم: " إنَّ هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، فإنَّ المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ".

وما أحسن قول أبي الفضل بن النحوي في هذا:

والرفق يدوم لصاحبه ... والخرق يصير إلى الهرج

[خرقاء عيابة.]

العيابة: التي تعيب الناس كثيرا. وهذا مثل للأحمق وذي العيوب، يعيب غيره وينسى عيوبه. قال إسماعيل بن القاسم:

يا من يعيب وعيبه متشعب ... كم فيك من عيب وأنت تعيب!

لله درك كيف أنت وغاية ... يدعوك ربك عندها فتجيب؟

وفي الحديث: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس!

أخرق من حمامةٍ.

الخرق مر، والحمام أيضاً تقدم ما فيه، ووصف بالخرق لأن الحمامة تبيض على أعواد ولا تحكم عشها، فربما وقع بيضها فتكسر. وقد تأتي إلى غصن شجرة فتبني عليه عشها في الموضع الذي يحركه الريح، فلا يكاد يسلم بيضها. قال عبيد بن الأبرص:

عيوا بأمرهم كما ... عيت ببيضها الحمامة

جعلت لها عودين من ... نش وآخر من ثمامة

ويقال أيضاً: أحمق من حمامةٍ.

خرقاء وجدت صوفاً.

تقدم أنَّ الخرق يكون بمعنى عدم الإتقان؛ والمرأة الخرقاء من هذا المعنى ضد الصناع؛ والصوف معروف، البعض منه صوفة.

ومعنى المثل أنَّ المرأة غير الصناع إذا وجدت صوفا عاثت فيه وودرته. يضرب مثلا

<<  <  ج: ص:  >  >>